آلية الصلح من خلال الوساطة آلية عملية مساعدة تسهل وصول الطرفين معا لحلول مقبولة لديهما بعض الاستماع المشترك لبعضهما ، من خلال طرف ثالث دوره المساعدة على المصالحة . يعمل الوسيط ويساعد في بلورة المطالب والمواقف وتقديمها إليهما بعد نزع الطابع الذاتي أو الانفعالي عليها بما يساعد الطرفين على تفهم بعضما البعض مما يجعل للوساطة دورا بيداغوجيا قبل أن يكون دورا مساعدا لهما على معرفة ما لهما وما عليهما من الناحية القانونية
ترتكز الوساطة أساسا على إبراز مساحة الاتفاق والسعي لتوسيعها والفائدة التي يجنيها الطرفان من ذلك ، وتشجيعهما على تقديم التنازلات الناجزة من أجل جلب مكاسب أهم وأكبر أو تفادي ضياع عدد من المصالح ، ومن ثم تشتغل جهود الوساطة على تحقيق معادلة رابح – رابح
وتنجح الوساطة باتفاق الطرفين على طرف ثالث للقيام يالوساطة مما يستدعي ثقتهما في مصداقيته وحيادية ، ويقتضي منه فعلا أن يكون أهلا لتلك الثقة من خلال الإحاطة بالقانون والقدرة على تطبيق مقتضياته حسب النوازل
يتم اللجوء للوساطة عند فشل عملية المصالحة أو عندما تطلب الأطراف المتنازعة اللجوء إلى الوساطة
يتم اختيارالوسيط بحرية من الاطراف المتنازعة بناء على سلطته المعنوية وقدراته وخاصة تجربته وخبراته المهنية والعملية أو استنادا ، وقد يكون الوسيط وسيطا مؤسسيا كما قد يكون خبيرا متخصصا مستقلا
يتمثل دور الوسيط في التشاور مع أطراف النزاع وتجميع مطالبهم ، كما يتولى جمع كافة المعطيات الضرورية من أجل معالجة النزاع
ويقوم بعد تحليل المعطيات باستدعاء الأطراف المعنية بهدف التوافق على حل للنزاع
يقدم الوسيط بعد دلك للطرفين توصية من أجل اعتمادها من قبل الطرفين أو إبداء ملاحظاتهم عليها ، وعند الموافقة فإنه تكون لها نفس القوة القانونية لاتفاقية جماعية ، وعند عدم التوافق أو الفشل في التوصل لاتفاق يمكن للطرفين أو أحدهما اللجوء إلى المسار القضائي .